مرضى الخرف المتقدم يستعيدون ذاكرتهم لفترة وجيزة قبل وفاتهم بأشهر

توصلت دراسة حديثة إلى أنه من الممكن أن يستعيد بعض مرضى الخرف المتقدم ذاكرتهم لفترة وجيزة قبل وفاتهم، وقد تمت ملاحظة هذه الظاهرة في بعض الحالات لأشخاص يعانون من الخرف، حيث شعروا بتحسن مفاجئ في التفكير وشاركوا في محادثات ذات مغزى واستعادوا بعض الذكريات القديمة قبل رحيلهم. تم توثيق هذه الحالات منذ الخمسينيات من القرن التاسع عشر، ومع ذلك، أشارت الأبحاث السابقة إلى أن هذه الفترة الزمنية للوضوح تحدث قبل ساعات أو أيام قليلة فقط من الوفاة.

وكشفت الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة الزهايمر والخرف، أن عدداً من هؤلاء المرضى تعود ذاكرتهم لفترة وجيزة قبل أكثر من ستة أشهر من وفاتهم، ويشير هذا إلى أن هناك عدة أنواع من حالات عودة الذاكرة والتي لا تشير جميعها إلى الموت الوشيك.

ووجدت الدراسة أن بعض نوبات الوضوح قد تكون ناجمة أيضاً عن محفزات خارجية مثل وجود شخص عزيز عليهم أو سماع الموسيقى.

قام الباحثون في هذه الدراسة بفحص نوبات عودة الذاكرة هذه، أو LE، بين الأشخاص المصابين بآخر مراحلمرض الزهايمر والخرف المرتبط به، وقاموا باستطلاع آراء 151 من مقدمي الرعاية الذين أبلغوا عن مشاهدة مثل هذه النوبات في أي وقت.

أفاد ما يقرب من 20 في المائة من مقدمي الرعاية أن مريضهم أظهر حالة LE في غضون سبعة أيام من الوفاة، في حين قال أكثر من الثلث أن المريض توفي بعد أسبوع إلى ستة أشهر من نوبة عودة الذاكرة، ووجدت الدراسة أن غالبية المرضى، أي ما يقرب من 48%، عاشوا 'أكثر من ستة أشهر بعد الإصابة بالمرض، وأن هذه الحالات من LE جاءت بالتزامن مع زيارات لأحد أفراد الأسرة، والتي تم الإبلاغ عنها بشكل متكرر من قبل الأطفال الذين لم يقيموا مع المرضى'.

وتشير النتائج إلى أن الزيارات غير المعتادة أو النادرة من قبل العائلة قد تؤدي إلى عودة الذاكرة من قبل المريض، وأشار الباحثون إلى أنه 'من الممكن أن العائلة أو الأصدقاء، غير المعتادين بالنسبة للعادات الروتينية والمعرفية اليومية للمريض، إما يستمدون المعنى من هذه التقلبات أو يستعدون لإيلاء اهتمام أكبر للسلوك الذي يتجاهله الزوار العاديون'.